قصة ملاك: الجزء السادس













فجأة، ودون سابق إنذار، رأت ياسين يجري متجها نحوها حتى وصل إليها، فاستفسرت عن سبب لحاقه بها، فباغتها بأن جلس على مقربة منها، مؤكدا لها أن سبب ملاحقته لها هو رغبته في مساعدتها وعدم تركها لوحدها في هذا الوقت المتأخر من الليل، وقد عرض عليها مرافقتها إلى منزل أسرتها، لكن قلب ملاك اهتز فأجابت بالرفض، فهي لا تريد أن يعلم أبويها بما جرى لها اليوم في منزل نزهة، ولا تريد أن توقد نار النزاع و الصراع بين والدها و هشام، فوالدها رفيق دربها، يحبها كثيرا ولن يسمح لمرء أيا كان بأن يلمس شعرة من جسدها العفيف. هكذا وقد قامت ملاك من مكانها تتمشى، فلحق بها ياسين، وعرض عليها أن ترافقه إلى منزل أسرته حيث تقطن أمه وأخته، مؤكدا لها أن عرضه هذا مبني على حسن نية ومساعدة لا غير، فأجابت ملاك بالشكر الجزيل لياسين على هذا الصنيع، لكن لا يمكنها تحمل نظرات أمه وأخته لها وهي على هذا الحال. ياسين لم يتنازل عن عرضه وأصر على ملاك لقبوله، بل و سارع إلى إمساك يدها و جرها إلى منزل أسرته، فهذا وقت متأخر، ولا يمكن لفتاة المكوث وحدها طول هذا الليل في هذه الأزقة الخطرة، لكن ملاك أصرت على المكوث وادعت عدم خوفها من الظلمة، فما كان من ياسين إلا أن استسلم لمرادها، فألقى عليها التحية وغادر. تفاجئت ملاك، وأصابها الهلع و هي لا تدري ماذا جرى توا، فلحقت بياسين و هي تناديه بخوف بأن ينتظرها، وهنا ضحك ياسين كثيرا بسبب هذا الموقف الكوميدي، فهو لم يكن ينوي أبدا تركها في قلب هذه الظلمة، وإنما تركها وحدها لفترة من الزمن حتى تدرك مدى خطورة الوضع هناك، فلما وصلت ملاك إليه، شكرته وصرحت له بأنه أملها الوحيد لتخطي هذه المحنة، ثم اتجها نحو منزل أسرة ياسين رجالا، إذ لم يحالفهم الحظ في ركوب سيارة أجرة في هكذا وقت من الليل.
و ما هي إلا دقائق معدودة من الصمت، حتى وصلت ملاك صحبة ياسين إلى منزل أسرة هذا الأخير، الذي سارع إلى فتح الباب، ثم دخول المنزل الذي يبدو للوهلة الأولى فارغا لا يقطنه أحد ....

Post a Comment

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

Previous Post Next Post