قصة ملاك: الجزء الرابع













و صراخها يملأ المكان، لكن لا أحد لينقذها من هذا الوحش الآدمي الذي بدأ يمزق ويتلف ملابسها ليكشف عن جسدها، مع تهديدها بضربها و تعنيفها إذا لم تمتثل لأوامره، وفي ظل هذا المشهد العنيف، استمرت ملاك في البكاء و هشام فوقها يقفل فمها بيديه دون رحمة ولا شفقة كذئب جائع وجد فريسته، وهي لا تملك سوى المقاومة بكل ما أوتيت من قوة، فقد تذكرت في هذه الأثناء أبويها، حبيبيها اللذان يعتبرانها المنقذ الوحيد لهما من براثين الفقر و الحاجة الدائمة، فهي أملهم الوحيد، ما زاد ملاك قوة و مقاومة حتى أتى الفرج من حيث لا يحتسب المرء، شخص مازال يحمل في ضميره إنسانيته، كان سببا في إفساد هذه المؤامرة التي لم تكن له أي فكرة حولها، و التي نفذها هشام و صديقات ملاك الماكرات، و قد كان الشاب ياسين، الذي فطن إلى بعض من صراخ وصيحات ملاك، فتكلم إلى الحضور سائلا أن أحدا ما يصرخ، فأجابه الحضور المتآمر بالعدم و النكران و ما هذه إلى هلوسات و وساويس شيطان، فرفعوا من مستوى صوت الموسيقى كي يخفوا صيحات ملاك المسكينة. رغب الشاب ياسين في الخروج من المنزل ليشم بعض الهواء و ينزع عنه هذه الهلوسات ،عندها، تذكر ملاك و لاحظ غيابها منذ مدة عن الحفل، وبدافع الفضول تراجع عن الخروج و ذهب ليسترق النظر عليها و يطمئن على حالها، فاتجه نحو الغرفة بسرية تامة، ليفاجئ بأن الباب مقفل، لكن لحسن حظه هناك زوجان من المفاتيح الأول من الداخل و الثاني من الخارج أمامه مباشرة، فهم بإدارة المفتاح ليدفع بعد ذلك باب الغرفة، فلما رأى داخل الغرفة، انصدم، فجحضت عيناه و اشتدت قبضتا يديه، و هو يشاهد ملاك المسكينة تقاوم هشام الذي يعنفها و يحاول اغتصابها، و من دون مقدمات انقض ياسين على هشام فانهال عليه ضربا وأبعده عن ملاك الغارقة في دموعها، ثم قام بمساعدتها على النهوض بعد أن كادت تفقد وعيها من شدة الخوف. خرج هشام مسرعا من الغرفة و هو يتوعد ملاك ويهددها وأنه سيلاحقها أبد الدهر حتى يفتك بها.
استمرت ملاك في البكاء غير مصدقة لما جرى لها توا، أما  ياسين فقد سارع إلى مسح دموعها ومحاولة تهدئتها و مواساتها، فما كان منها إلا أن عانقته وضمته إليها دون شعور، و هي تصرخ وتبكي من شدة و هلع ما أصابها، شاكرة إياه كل الشكر على إنقاذه لها وحفظ شرفها و شرف أسرتها، فاستمر ياسين في مواساة و طمأنة ملاك حتى أفاقت من صدمتها المريرة فابتعدت عنه بسرعة، و هي متفاجئة لما حصل الليلة، فما كان من ياسين إلا أن يضمن لها بأن ما جرى الليلة سيبقى سرا و لا داعي لإخبار أي شخص، مهما كان، بهذا الأمر، لأن المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع متسلط يحمل المرأة كل المسؤولية على الخطأ. أخذت ملاك تغطي جسدها بما بقي من ملابسها فناولها ياسين معطفه لتستتر به مخرجا إياها من الغرفة.
فملاك، تلك الفتاة البريئة العفيفة، التي لم يتجرأ أحد يوما بالاقتراب منها أو أذيتها، كانت قاب قوسين من أن تصير ضحية حسد، غيرة و انتقام، لكن القصة لم تنتهي هنا ....
يتبع

1 Comments

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

Previous Post Next Post