جلست ملاك في غرفتها وحيدة أمام المرآة، تفكر في كلمات ياسين، والدهشة بادية على وجهها، فأمسكت قلبها الذي أصبح يسمع صدى صوته من قوة نبضاته، فتلك الفرحة الشديدة التي ملأت جوفها، وجعلتها توقن أن ياسين يغار عليها حبا فيها وإن لم يصرح به لها مباشرة، فأسرعت لإرضائه عبر ارتداء غطاء لشعرها، ثم خرجت من الغرفة، لتجد ياسين هلعا وقد اصفر وجهه ظنا منه أنه جرحها بكلامه الصريح متهما نفسه بالوقاحة، فاتجه إليها طالبا منها العفو، لكن أوقفته ملاك وبابتسامة جميلة، حركت رأسها كإشارة منها على رضاها التام، عندها تنفس ياسين المسكين الصعداء، وعادت لوجهه الدماء ، ثم اقترب منها خطوة خطوة ، حتى وصل إليها فهنأها على نجاحها مرحبا بها بعالم الكلية .
أكل الضيوف و سعدوا بهذا اللقاء ، فاستغل ياسين الفرصة ليذهب خارج المنزل ، فأرسل رسالة إلى ملاك عبر الجوال لتلحق به ، فلبت النداء دون تردد، لتجده عند عتبة الباب، فاستمروا في الحديث و الضحك وعلامات الحب المتبادل ظاهرة لا يمكن تجاهلها ، وقد أوصاها بألا تفتح الهدايا إلا بعد انتهاء الحفل ورحيل الضيوف ، ثم يتحدثان إلى بعضهما البعض عبر الهاتف .
انتهى الحفل فعلا ، و رحل كل الضيوف بما فيهم ياسين وأسرته ، فذهبت ملاك لأخذ حمام ساخن لترتاح ، بعد أن ساعدت والدتها على ترتيب المنزل وتنظيمه ، وكذلك وصل ياسين هو وأسرته إلى المنزل ، فأخد هو الآخر حماما ساخنا ليرتاح من تعب يوم طويل ، و أقبل ينتظر مكالمة ملاك بفارغ الصبر، و بالجانب الآخر ، أسرعت ملاك إلى فتح الهدايا ، و قد بدأت بهدايا ياسين ، الذي لم تفارق صورته بالها ، خاصة بعد المظهر الأنيق و الجذاب الذي ظهر به في الحفل ، فلم يرتح لها بال وبدأت تضع فرضيات عديدة على محتوى هذه الهدايا و هي تنزع عنها أغلفتها بسرعة و شوق ، ثم أتت ساعة الحسم ، ففتحت أول هدية ، لتشلها الصدمة من رأسها إلى أخمص قدميها لما رأت داخل العلبة . . . .