قصة ملاك: الجزء الثالث













وإذا به هشام على الباب رفقة اثنان من أصدقائه زكرياء و ياسين، تفاجئت ملاك بهؤلاء الحضور و أصابتها الدهشة، خاصة عندما شاهدت الفرح و السرور يملأ وجوه صديقاتها بعد انضمام هشام و صديقيه إلى الحفل. وقفت ملاك و اقتربت من نزهة مستفسرة غير راضية عن هذا الحضور غير المتفق عليه، لكن نزهة اكتفت بادعاء الحداثة و أن هذا أمر عادي  و أن الشباب سيشاركوننا الاحتفال ثم سيعودون أدراجهم، هذه الإجابة كانت كفيلة بإلجام فم ملاك، مدركة بأن كل اللوم لها لأنها وافقت على حضور هذا الحفل من بادئ الأمر، فقررت التزام الهدوء حتى حلول الصباح فتعود أدراجها.
 استمر الحفل و تمايلت الأجساد و تعالت الضحكات، و لم تزل عين ياسين عن ملاك، فقد أعجب بجمالها، خاصة بعد إدراكها لنظراته فقد أصابها الخجل فتورمت خديها و احمرت فما زادها ذلك إلا جمالا و بهاء.
أقدمت نزهة على التعريف بالشباب للحضور بما فيهم ملاك، فهذا هشام ومن لا يعرفه يدرس بنفس الثانوية العامة، وهذا زكرياء الصديق المقرب لهشام و يدرسان معا في نفس القسم، أما هذا فياسين، شاب مجتهد اجتاز الثانوية العامة والتحق بكلية الطب و هو الآن بعامه الثاني. ابتسمت ملاك ابتسامة بسيطة غايتها في ذلك حسن الخلق، فاستغل هشام الموقف ليمد يده باتجاهها تأكيدا على تعارفهما أمام الملأ، لكن ما لم يكن في علمه أن ملاك لا تسلم على الشباب تعففا منها، الأمر الذي أغضب هشام و وضعه في موقف محرج، أما ياسين فقد زاد إعجابه بملاك بعد هذا الموقف.
استمر الحفل، فقررت ملاك استئذان نزهة للذهاب إلى أحد الغرف لأداء فريضة العشاء، وبالفعل ذهبت و أقامت صلاتها داعية المولى بأن يمر الحفل بأحسن ما يرام، وما إن فتئت ان انتهت من صلاتها و أقبلت على الخروج من الغرفة حتى باغتها هشام دافعا إياها إلى الداخل، تفاجئت ملاك من ردة فعل هشام و انتابها خوف شديد، فقد وقف في طريقها و لم يسمح لها بخروج الغرفة، و ما زاد من هلعها هو إغلاقه لباب الغرفة و انفراده بها، و في هذه اللحظة أدركت المسكينة ملاك بأنها في موقف خطر، فترجته الخروج و الدموع حبيسة عيونها، لكن أجابها بالرفض مقتربا منها، وكلما اقترب خطوة باتجاهها تراجعت هي خطوة إلى الوراء حتى التصقت بحائط الغرفة، و قد فاضت عيونها دموعا و علت استغاتاثها ونداءاتها، لكن دون جدوى، و هنا أدركت أن الأمر مدبر مسبقا، فأحست بغدر الأصحاب وشماتة الأعداء، وفي هذه الأثناء، هشام تحول إلى وحش آدمي مغلقا فم ملاك ملقيا إياها أرضا ....
يتبع

Post a Comment

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

Previous Post Next Post