بعد أن ودعت صديقاتها وأقرت بحضورها حفل النجاح، عادت ملاك إلى المنزل لتستعد، فغروب الشمس قد حل، و موعد الحفل قد اقترب، فسارعت لأخذ حمام دافئ، وارتداء جلباب جديد كانت قد أهدته لها والدتها بمناسبة نجاحها المتميز، و لبست حذاء جلديا جميلا، فرغم بساطة حلتها، فإن ملاك تظهر و كأنها أميرة فاتنة، فكلما ارتدت حلة إلا و قد لاقت بها، نظرا لقوامها الأنثوي الجذاب و جمالها الطبيعي الأخاذ. بعد الانتهاء من التحضير، أدت ملاك صلاة المغرب ثم قبلت رأس والدتها و يد والدها و مسحت على خد أخيها الصغير أدم ذو الخمس سنوات و لم تفارق الابتسامة محياها، ثم خرجت للالتحاق بصديقاتها لحضور الحفل.
أم ملاك لم تكن مرتاحة و أحست بجلل ما بخاطرها، فملاك هي الابنة الوحيد للأسرة بعد أخيها الأكبر رشيد الذي دفعته ظروف العمل إلى الإقامة خارج الوطن، و هذه المرة الأولى التي تبيت فيها ملاك بمنزل آخر بعيدا عن والدتها، لكن ثقتها بابنتها الحبيبة جعلها تأذن لها بالالتحاق بزميلاتها غير مدركة لما سيحصل لفلذة كبدها المسكينة.
بعد وصولها إلى منزل صديقتها نزهة، طرقت ملاك الباب و انتظرت طويلا حتى فتحت لها نزهة الباب مستقبلة إياها برحابة صدر زائفة و ضحكة صفراء غادرة، لم تفارق الابتسامة الوجه البريء لملاك خاصة بعد أن وجدت كل رفيقاتها و قد تعالت ضحكاتهم فرحا و بهجة، و قد كانت هي كذلك فرحة و مسرورة لأنها رفقة صديقاتها التي تحبهن و تسعد بلقائهن على حسب ما تظن و ما تؤمن به. سألت ملاك عن والدة نزهة لإلقاء التحية عليها، لكن كان رد نزهة أن والدتها قد سافرت لصلة الرحم بأهلها، فتفاجأت ملاك واضطربت و خافت أن تبيت هي و صديقتها نزهة في البيت لوحدهما، لكن ما لم يكن في علمها أن كل هذا مخطط له من طرف نزهة التي صرحت بأنها ستدعو خالتها للمبيت معهن ليطمئن بذلك خاطر ملاك ويرتاح بالها ولكي تلبت معهن حتى حلول الصباح.
بعد مرور قليل من الوقت، طرق أحدهم الباب، فأسرعت نزهة إلى فتح الباب مما وضع ملاك في حالة استغراب، مستفسرة عن الطارق في هكذا وقت متأخر من الليل علما أن كل الصديقات حاضرات دون استثناء!! لكن المفاجئة كانت غير منتظرة ....