بكل بساطة! اقرئي ترتقي
























قد تسألين نفسك كثيرا و باستمرار ، و دائما ما كنت تبحثين عن "عمل قييم" تنجزينه خلال فترة عمرك المحدودة ؛ انجاز تفتخرين به أمام نفسك ، و يفرح به احبائك و أهلك ...
قد طالت رحلتك للبحث عن هذا الشيء المفقود في حياتك ، الهدف المقنع الذي من اجله تحيين و تموتين ، كنت دائما ما تتأثرين عند رؤيتك لأشخاص تلمع عيونهم طموحا لتحقيق حلم رسموه لأنفسهم ، كنت تتمنين أن يكون لك هدف واضح تسعين لتحقيقه في كل اشراقة شمس يوم جديد .
داخل ضجة الحياة و دوامتها العنيفة ، و بين فكرة و أخرى ، لم تقتنعي بأي منها ، فكل الافكار المنجزة ترينها مستهلكة ، أما الابداعية منها فتكرهينها لأنك لا ترين فيها ما يشد تركيزك بالكامل.
أصبح هدفك في الحياة هو البحث عن هدف : لقد خدرت عقلك بهذه المقولة ، اقنعته بمسيرة البحث عن شيء قيم في حد ذاته ،هدف ستبدأ بعد العثور عليه حياة حماسية من أجل الوصول له.
ربما عدم انسياقك وراء القطيع هو من خلق الاختلاف الفكري الذي تعيشينه ، كما أن تجاربك العديدة صقلت مخيلتك و قيدتها بمنطقيات الواقع؛ و هذا ما يفسر التضارب بين عدم اقتناعك بما ينساق إليه الكل كوجهة حلم جماعي، و بين ما تفرضه تجارب حياتنا كرصيد يؤهل للوصول بسرعة لنقطة نرسمها بعيدا كهدف مقنع و محفز .
لقد استغرقت رحلة البحث الفكري مدة طويلة و الوقت ينساب منك، و طاقتك تهدر كروتين يومي عادي.
لا زلت تستمرين في اقناع نفسك بالخوض في تجارب متواضعة من أجل أحلام متكررة لدى القطيع. لكن للاسف لم تقتنعي؛
لكن المفاجئة التي من أجلها ستستمرين في قراءة هذه التسلسلات الفكرية ، هي أنك لم تباشري في كتابتها إلا بعد أن وجدت هدفك في الحياة ، أو بالاحرى فهمت المغزى من دقات القلب محسوبة العدد لدى كل إنسان يدب على سطح الأرض .
بفضل من الله و بخطة قدر حكيم وجدت نفسك تمتلكين رواية بين يديك ، لكن المفارقة العجيبة هو أنم تهملين القراءة بقدر حبك للكتابة فتغفلين في جل الأوقات عن معلومات قيمة أو معلومات عادية يمكن استنباط ماهو قيم منها .
المهم أن هذه الرواية التي لم تنل الكثير من وقتك، و كعادتك السيئة : تنقلت بين أوراقها مغفلة العديد من الاحداث ، و استمريت على هذا المنوال إلى ان قررت أن تكتشفي النهاية و تختصرين التشويق. قرأت سطرا لتلمي كل شتاتك ، كان محتواه هو :" إذا لم يتم تدوين هذه الاحداث؛ فستندثر كأنها عدم " : انتابتك القشعريرة من هذه الجملة و تغلغلت داخل عقلك التائه.
لمعت في ذهنك مكانة الكتابة و أهميتها في إرشاد و إنارة عقول الآخرين بتجارب و أفكار و حلول عديدة عشتها ، لكنها ستندثر كأنها عدم اذا لم تدونيها و تنشرينها.
هنا في هذه المرحلة بدأت معالم لغز الحياة تنقشع قليلا ؛ بدأت تقتنعين بأن هناك شيء يستحق أن تفني تركيزك و وقتك فيه .. ثم ماذا ؟! .. ثم تجدين نفسك بعد ذلك تائهة مرة أخرى .
مرت مدة طويلة على قرائتك لتلك الجملة لكنك ما زلت تبحثين في حياتك عن ماهو قيم لتكتبي عنه و تفيدين به القارئ .. تساءلت كثيرا و لم تجدي مايستحق عناء كتابته ، فمزبلة التاريخ تحوي كل أنواع الخبرات و المعارف القييمة، فما هو يا ترى هذا الشيء النادر الذي ستقومين بإفادة الناس به !
عدت لتخدير عقلك مرة أخرى بروتين الأفكار العادية و صرفت إهتمامك عن الهدف الذهبي النادر .. لكن الله عز و جل زرع بداخلك طاقة لتستشعري اشياء لا مرئية قلبت موازين روتينك الفكري.
و في احد الايام تجمعت هذه الطاقة لتشعل مصباحا زجاجيا وهميا في فؤادك ؛ لقد حدث أن احسست و "استشعرت وجود الله عز و جل " وكانت هذه هي البداية التي امسكت فيها قلما و شرعت في كتابة مناجاة له عز شأنه . ادركتي انك إن لم تدوني هذه الأحاسيس و هذه الإدراكات الروحانية فستندثر كأنها عدم ، لأنها لا مرئية ، غير ملموسة و ليست بمسموعة .. انها بالكامل تحس و تستشعر و هي ذلك الشيء القيم الذي وجب عليك تدوينه و اخبار القراء عنه .
ودمت دائما أجمل.

Post a Comment

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

Previous Post Next Post