أربع أخطاء شائعة في تربية الأولاد الذكور



    تربية الأطفال بشكل عام من أهم الأمور التي تواجه الآباء، وخاصة إذا كانوا لا يملكون الخبرة المناسبة للتعامل مع أطفالهم، وقد تظنين دائمًا أن كل مشكلة سلوكية تنشأ من الطفل نفسه، وتجهلين أنكِ تتحكمين في سلوك طفلكِ وطريقة تعامله عن غير قصد.

    فقد لا تختلف تربية البنات عن الأولاد كثيرًا، إلا أنكِ أحيانًا تقعين في أخطاء تؤثر سلبًا على الطفل الذكر، لذا يجب عليكِ سيدتي أن تنتبهي جيدًا لهذه الأخطاء وأن تتفاديها، وأن
 جميع التصرفات التي تؤثر على طفلكِ، حتى ينشأ شابًا سويًا ذا شخصية قوية في المستقبل.

    تهذيب الأطفال ليس بالمهمة الصعبة ولكنها ليست بهذه السهولة أيضًا، ومن خلال هذا المقال سنطرح بعض الأخطاء الشائعة في تهذيب سلوك الأبناء الذكور، وأيضًا سنقدم لكِ بعض الطرق والنصائح التي ستساعدك على فرض قواعد سلوكية لضبط سلوك طفلكِ.



 - أولًا: لا تكوني كثيرة النقد:
    ترغبين بالطبع في بناء شخصية قوية لابنكِ، لذا عليكِ أن تتجنبي انتقاده كثيرًا، وخاصةً إذا كان أمام أحد، لأن ذلك سيتسبب في إخفاقه أو شعوره بالخجل من نفسه، ما يتسبب في ضعف شخصيته بصورة كبيرة، فيجب أن يكون لكِ دور مؤثر وفعّال في مساعدته لبناء شخصيته، حتى يكون ذا شخصية قوية غير مهزوزة، وذلك من خلال القيام بكل التصرفات التي تعزز من ثقته في نفسه، كمدحه أمام الآخرين والثناء عليه عند فعل أمر جيد، وغير ذلك من التصرفات التي ترفع من روحه المعنوية.

-ثانيًا: تجنبي القساوة أو الخشونة المفرطة في التعامل:
    هناك معتقد عند كثير من الأمهات، بأن الولد علي خلاف البنت يجب التعامل معه بطريقة معينة، تتمثل في الحدة والخشونة، ظنًا منهن أن التساهل والنعومة في التعامل معه لن يحقق مرادها في أن يصبح رجلًا للمسؤولية عندما يكبر، وهذا اعتقاد خاطئ لا يرتقي إلى أن يكون أحد أساليب التربية والتقويم، فالولد أيضًا يحتاج إلى الحنان و الرفق و الدلع لما لا، وذلك في إطار يضمن له الاستقرار النفسي و تلبية حاجاته العاطفية.

-ثالثا: لا تتطفلي على حاجياته الشخصية:
    هذا الخطأ تقع فيه أغلبية الأمهات، فرغبتهن في فهم الولد و تلبية حاجاته تدفعهن إلى التطفل على حاجات أبنائهن و التدخل في أمورهم الشخصية، ما يزعزع الثقة بين الولد و أمه، فيصاب بالحرج و عدم الأمان و أنه ليس أهلا للاحتفاظ بأسراره و أن يكون مسؤولا عليها، و بالتالي تتقلص ثقته بمحيطه و يصبح أكثر انعزالية، رغبة في استرجاع ما سلب منه من حياته الشخصية.

-رابعا: لا تقارني:
    إن مهارات الأطفال و قدراتهم تختلف باختلاف ميولاتهم و شغفهم، إذ لا يوجد ذكاء واحد فقط، فهناك العديد من الأصناف، نذكر منها، الذكاء الحسابي، الذكاء اللغوي، الذكاء العاطفي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء التقني و غيرها من الأصناف. إذن سيدتي، لا تتمحوري حول ذكاء واحد و تلزمي به طفلك، اتركي له الخيار، دعيه يعبر عن مكنوناته و مهاراته و ساعديه على تطويرها، و لا تقارني نجاحاته و مهاراته بشخص أو طفل آخر، فلكل منهم لمسة فريدة يتميز بها، وكذلك طفلك.


    إن تربية الأولاد أمر لا يخلوا من الصعوبة، لكن لابد من البحث و الالتزام بالقواعد المؤطرة لهذه التربية، فأنت أيتها الأم مدرسة ذات مناهج إن صلحت، صلح الطفل، ثم صلحت الأجيال، ثم المجتمع، ثم الأمة، فكوني خير بشير لمستقبل منير.
ودمت دائما أجمل.

Post a Comment

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

Previous Post Next Post